لوين وصل تبني البلوكتشين في المنطقة العربية اليوم؟

في مقاله ١.٧ مليار سبب للأسواق المالية غير المركزيّة، بيقول مدير شركة بيتكوين (Bitcoin.com)، دانيش تشودري، إن الناس غير القادرة على فتح حسابات بنكيّة حول العالم بيشكّلوا أرضيّة خصبة لتبنّي البلوكتشين والأسواق الماليّة غير المركزيّة.

رأي تشودري يعتبر مألوف في عالم البلوكتشين، حيث تنبّأ العديدين بالدور العظيم اللي ممكن تلعبه الدول النامية في انتشار الكريبتو. بتقول دراسة حديثة صادرة عن جامعة نورث كارولاينا:

“من الممكن المحاججة أنّه بعدة طرق، تمتلك تقنية البلوكتشين قيمة أعلى للعالم النامي من العالم المتقدّم. لأن البلوكتشين لديها إمكانيات تعويض غياب المؤسسات الرسميّة الكفئة — في مجالات القواعد والقوانين والتشريعات وتطبيقها.”

بينطبق هالكلام على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل عالي، حيث بتضمّ المنطقة على الأرجح أكبر تعداد سكّاني من الناس من غير حسابات بنك (٨٥٪ من التعاملات الماليّة في المنطقة ما زالت نقديّة).

حتّى السكّان أصحاب حسابات بنكيّة في المنطقة بيبحثوا عن بدائل. القطاع المصرفي في المنطقة معرّض لتدخلات حكوميّة، والناس بتخاف تتم تجميد أو مصادرة أموالها لاستخدامها كورقة ضغط سياسيّة.

بتمتد هالمشكلات لتشمل البنوك المركزية، حيث خسرت عدّة عملات محليّة في المنطقة الكثير من قيمتها خلال العشر سنين الأخيرة بسبب التضخّم العالي، خاصةً في سوريا ولبنان ومصر، حيث خسر أكثر من مائة مليون ساكن معظم قيمة مدّخراتهم.

بتتبع عدّة دول عربيّة اليوم أنظمة اقتصاديّة مغلقة بتمنع الحوالات الماليّة العالميّة، وهالشي بيشكّل صعوبة إضافيّة للناس المحتاجة لخدمات دفع رقميّة مثل باي بال وريفولوت، اللي خدماتهم مش متاحة في العديد من الدول العربيّة.

كل هالمشاكل بتخلّي القدرة على التفاعل مع الأسواق الماليّة أكثر صعوبة وحصريّة.

إعلان إطلاق الواجهة العربيّة لمنصّة باينانس في وقت مبكّر السنة الماضية

في المقابل، المنطقة بتشهد انخفاض تاريخي في الحواجز بينها وبين تبنّي تقنيات جديدة. وصل عدد مستخدمي خدمات الاتصالات المحمولة لـ ٤٠٠ مليون شخص في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مؤخرًا، ومن المتوقع أن يوصل العدد لـ ٤٥٨ مليون بحلول سنة ٢٠٢٥.

في عام ٢٠١٨، كان اثنين من أصل كل ثلاث سكّان في المنطقة عندهم اشتراك هاتف محمول. هالنمو تصاحب مع ازدياد سريع في الإلمام التقني (المعرفة التقنية العامّة) باستخدام الأجهزة الذكيّة.

السياق الثقافي بيبدو خصب بشكل مماثل، حيث ثقافات الميمز والجايمنج والبث الرقمي (ستريمنج) منتشرة بين شباب المنطقة مثل انتشارها بين شباب أي منطقة في العالم، مع العلم أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحدة من أكثر المناطق الشابّة في العالم. وصلت نسبة السكّان اللي أعمارهم بين ١٥-٢٩ سنة إلى ٢٨٪ مؤخرًا في الشرق الأوسط، وهي أعلى نسبة في تاريخ المنطقة.

بالتوازي، وصلت معدّالات البطالة بين شباب المنطقة إلى نسبة مقلقة تبلغ ٥١٪، وبالتالي الشباب العربي لديهم دافع إضافي للتفاعل مع النطاق الواسع لتقنيّة البلوكتشين.

أدّت هالظروف إلى تبنّي محمّس، وإن كان محدود، للبلوكتشين والعملات المشفّرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عبر السنين الأخيرة.

في لبنان، حيث التشريعات القانونية لا تزال غير واضحة بخصوص العملات الرقميّة، بلّغ الصرّافين عن حجم تداولات بيوصل لـ ١٠ مليون دولار في الأسبوع. في المقابل، غطّى موقع كوين دسك ارتفاع في شراء البيتكوين في مصر، تمامًا بعد صدور قوانين وتشريعات محرّمة.

منصات التداول المركزيّة مثل كوينبايز قانونيّة في تونس، علمًا إن المصرف المركزي في تونس بيبحث إصدار عملة وطنيّة مشفّرة، وفي السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمّان. هناك ثلاث منصّات مركزيّة عربيّة على الأقل: كوين مينا، رين وبيتأوايسز، أول اثنين مسجّلات في البنك المركزي في البحرين، والثالثة مسجّلة في وحدة الاستخبارات الماليّة الإماراتيّة. قناة التيلجرام العربيّة الخاصة بباينانس عليها أكثر من ٢٥ ألف عضو، وتبادل أعضاءها ألف صورة جيف، وأكثر من عشر آلاف لينك.

يوجد مشهد كريبتو عربي خجول على تويتر، قائم بشكل كبير على مضاربين من منطقة الخليج. على الأقل واحدة من منشورات البلوكتشين الكبيرة (كوين تلجراف) بتنشر نسخة منها بالعربي. وتوجد عشرات المدوّنات والمبادرات التعليمية وقنوات اليوتيوب والمواقع الإخباريّة المنبثقة من المنطقة.

العديد من المنصات المركزية ومواقع رصد العملات المشفّرة صارت بتملك واجهات مستخدمين عربيّة لمواقعهم وبرامجهم، وحسابات تويتر بالعربي.

تعتبر دبي ولبنان استثنائين واضحين على مستوى تبنّي البلوكتشين في المنطقة.

بتمثّل دبي مركز الجهود الحكوميّة الإماراتيّة والسعوديّة لتضمين تقنية البلوكتشين والعملات المشفّرة ضمن خططهم طويلة الأمد. بعد فترة قصيرة من إعلان دبي كملاذ ضريبي لشركات البلوكتشين، تم إعلان إن المنصّة المركزيّة الأكبر في العالم، باينانس، حتنقل مكتبها إلى دبّي وتسجّل رسميًا في الإمارات. رسّخ هالقرار الأهميّة المتزايدة لدبي في فضاء البلوكتشين العالمي.

على الطرف الآخر من النقيض، بتظهر لبنان، الدولة اللي بتعاني من أحد أسوأ الانهيارات الاقتصاديّة في تاريخ العالم المعاصر. حسب تقرير انتشار العملات المشفّرة جغرافيًا لعام ٢٠٢١، والصادر عن شركة تشايناليسز، بتحتل لبنان ثاني مرتبة في الشرق الأوسط من حيث تلقّي حوالات بعملات رقميّة، بتسبقها تركيا فقط.

بينما كان من الغريب ظهور لبنان في مرتبة من القائمة تسبق الإمارات أو إسرائيل، كان من الأغرب أن تكون معظم الحوالات المرصودة إلى لبنان بتجري عبر شبكات غير مركزيّة، بينما معظم مستخدمين البلوكتشين في لبنان بيميلوا لمنصّات مركزيّة مثل باينانس. ممكن تفسير هالتناقض على الأرجح بكون حزب الله والنظامين السوري والإيراني بيستخدموا الكريبتو للالتفاف على العقوبات العالميّة.

المزيد من مقالات تكسير

Add Your Heading Text Here