في شهر آذار \ مارس الماضي، بدأت تنتشر أخبار عن حظر مستخدمين من إيران وفينزويلا من استخدام محفظة ميتاماسك، واحدة من أكثر محفظات العملات المشفرة انتشارًا في العالم، ومن أوبن سي، منصّة الإن إف تيز الأكبر في العالم. رغم إنه الحظر جاء بالتزامن مع بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، ميتاماسك وأوبن سي بيشتغلوا لحد اليوم بشكل طبيعي في روسيا.
بعض المستخدمين بلغوا عن اختفاء أو حذف حساباتهم، من ضمنهم فنانين إن إف تيز كانوا معتمدين ماليًا على مبيعات أعمالهم. وهالأخبار أثارت مخاوف كثير ناس من امتداد حالات الحظر لدول جديدة، خاصةً في الدول المعاقبة عالميًا مثل دول الشرق الأوسط.
هالمشاكل مش جديدة علينا كسكّان المنطقة العربية، بس الاختلاف هو إنه هالمرة كان مفروض الأمور تكون مختلفة. كان مفروض إنه الإنترنت اللامركزي مقاوم للرقابة ومتاح لجميع الناس بغض النظر عن أي شيء. من الواضح إن الأمور مش بهالبساطة. هالأمر بيدفعنا للتساؤل حول الإنترنت اللامركزي … هو لا مركزي لأي درجة؟
في بداية عام ٢٠٢٢، وقبل شهرين من أخبار الحظر، نشر مؤسس برنامج سيجنال، موكسي مارلينسبايك، مدونة بعنوان: انطباعاتي الأولى حول الويب ٣. بتحكي المدونة عن تجارب موكسي في استكشاف عالم البلوكتشين، عبر تطوير تطبيقين غير مركزيين (دابس، أو dApps).
واحد من التطبيقين بيعمل إن إف تيز بتتغير حسب المنصة اللي بتشوفوها عليها. مثلًا لو شفتوا الإن إف تي على أوبن سي راح يكون لونها أخضر، ولو شفتوا نفس الإن إف تي على راريبل راح يكون لونها أزرق، ولو شفتوها من محفظتكم بشكل مباشر، راح تكون الإن إف تي عبارة عن إيموجي خرا.
أوبن سي حذف إن إف تي موكسي بحجّة انتهاكها للشروط والأحكام، رغم إنها تقنيًا ما بتخالف أي من تعليمات أوبن سي. على كلٍ، المثير للاهتمام إنه الإن إف تي ما انحذفت من أوبن سي فقط، بس انحذفت من كل مكان على البلوكتشين:
“أكثر أمر مثير للاهتمام من بين ما وجدته، هو أنه بعد أن حذف أوبن سي الإن إف تي الخاصة بي، توقفت الإن إف تي عن الظهور على أي محفظة كريبتو. كيف من الممكن أن تحصل (درجة رقابة مماثلة) في الويب ٣؟”
رغم أن معلومات ملكية الإن إف تي موجودة على البلوكتشين، وبالتالي ما حدا بيقدر يغير مين هو صاحب إن إف تي موكسي غير موكسي، بس كل المعلومات الثانية، مثل عنوان وصورة الإن إف تي، موجودة على أوبن سي أو برمجيات قريبة منه، وكل المحفظات والمنصات بتحصل بالتالي على معلومات الإن إف تي من أوبن سي، وإذا أوبن سي حذف الإن إف تي بتفقد كل المحفظات والمنصات قدرة الوصول لهالمعلومات، وبالتالي بتصير الإن إف تي بدون عنوان أو صورة أو ميديا … بلا قيمة.
عم يلعب أوبن سي في هالحالة دور مركزي، وعم يتحكم بقدرة المستخدمين على الحفاظ على الإن إف تيز الخاصة فيهم حتّى خارج منصة أوبن سي.
اللي بيزيد من حدة المشكلة إنه أوبن سي شركة خاصة، وبالتالي مملوكة من قبل أشخاص معينين، وما بتصدر أسهم أو عملات بتمثل ملكيتها وبيقدر أي شخص يشتريها. بالتالي عملية اتخاذ القرارات حول شو الشروط والأحكام الواجب تبينها وكيفية تطبيقها بتتبع لإدارة أوبن سي المركزية. أما مستخدمين أوبن سي، وهمّ المسؤولين عن نجاح المنصة، ما عندهم أي صوت في إدارة المنصة.
شو هي بعض الحلول المقترحة لهالمشكلة؟
فيتاليك بيوترين، مؤسس بلوكتشين إيثيريوم، رد على موكسي بمدونة نشرها على ريديت، بيشرح فيها مرحلة التطوير في فك المركزية على الويب ٣، وبيوضح إنه العديد من الاستخدامات الكاملة في فك المركزية، مثل استضافة المستخدمين حول العالم لبياناتهم الخاصة، لا تزال في مرحلة التطوير، ومش قادرة على حل مشاكل مماثلة على مستوى بنيوي في هالمرحلة.
اقتراح الآخرين على الإنترنت، مجددًا، فك مركزية أوبن سي عن طريق تحويلها إلى شركة علنية بيقدر أي شخص يشتري حصص فيها ويستخدم الحصص للتصويت. للأسف هالدعوات لا تزال متجاهلة من إدارة مؤسسة أوبن سي، واللي بتفضل الحصول على التمويل من شركات الاستثمار أو البنوك، بدلًا من بيع حصصها لعامة الناس.
نتيجةً لهالنهاية المسدودة، كثير من مستخدمي الإن إف تيز في المنطقة العربية بدؤوا يستكشفوا شبكات أخرى لإصدار وشراء وتبادل الإن إف تيز، مثل شبكة سولانا أو كاردانو. مضاربين الإن إف تيز في لبنان تحديدًا عم يستكشفوا أكثر من بديل لـ أوبن سي، بشكل بيوحي إنه المنصّة ممكن تبدأ بفقدان شعبيتها في المنطقة. علمًا إن موقع وبرنامج أوبن سي محجوب في لبنان بسبب كونها على لائحة الدول المعاقبة من الولايات المتحدة.