منعيش اليوم في عالم تعتبر فيه الداتا (البيانات) النفط الجديد، وصارت فيه شركات التكنولوجيا العملاقة بمثابة بارونات النفط الخاصة بعصرنا، لدرجة من السهل أن ننسى معها الكلفة الحقيقية للبيانات. الكلفة مش مقتصرة على السيرفرات والكهربا اللازمة لتخزين ومعالجة الداتا مثل ما بتوهمنا شركان التكنولوجيا، إنما بتشمل كلفة البيانات أيضًا جهود وإبداع الأفراد اللي قاموا بتوليدها. من تصفح الإنترنت للتسوق أونلاين، كل زر وسكرول منعمله على الإنترنت بيترك خلفنا بصمة رقمية بتتحول لـ داتا. وبالوقت اللي عم عم تدفع فيه مبالغ هائلة مقابل الوصول للداتا اليوم، صار لازم نسأل حالنا: مين عم يتربح من جهدنا وعملنا في إنتاج البيانات؟ هون بتدخل حركة الداتا كـ عمل.
فكرة الـ داتا كعمل متأصلة في فهم الداتا كمنتج للجهد والإبداع البشري. ومثل ما بيتم تعويض العمال في الصناعات التقليدية مقابل جهدهم، لازم يتم تعويض الأفراد على جهدهم ومساهمتهم في توليد الداتا. هالشي بيشمل الداتا المولدة عبر النشاطات الأونلاين مثل التصفح والتفاعل على السوشال ميديا والتسوق الأونلاين. وبيشمل أيضًا الداتا المولدة بطرق أكثر سلبية، مثل داتا الموقع والداتا الحسية (الحركة، الإضاءة).
وحدة من التحديات الرئيسية اللي بتواجهها حركة الداتا كـ عمل هي حقيقة إنه الداتا عادةً ما يتم جمعها واستعمالها من قبل شركات ومنظمات كبيرة، بدون معرفة أو موافقة الأفراد اللي ولّدوا الداتا. هالأمر أدّى لشعور متزايد بالظلم، والدعوة لممارسات أكثر شفافية وعدالة بخصوص الداتا.
وحدة من الاستجابات لهالمشكلة كانت نقابات الداتا، وهي حركة بتهدف لإعطاء الأفراد والمجتمعات المزيد من السيطرة على بياناتهم، وحصة عادلة من قيمة هالبيانات. نقابة البيانات هي مجموعة أفراد بيضموا بياناتهم مع بعض وبيتفاوضوا مع الشركات والمنظمات حقوق استخدامها. هالشي بيسمح للأفراد بالاستفادة من المنافع الناتجة عن استخدام بياناتهم، بدلًا من ترك كل القيمة للشركات والمنظمات.
بوول داتا هو مشروع بيعمل على إنشاء نقابة داتا للعمال في اقتصاد الفرص. بيهدف المشروع لإعطاء عاملي اقتصاد الفرص المزيد من السيطرة على بياناتهم، والحرص على استخدام بياناتهم بطريقة شفافة وعادلة. المشروع عم يستخدم تقنية البلوكتشين ليبني منصة لامركزية بتسمح للعمال بضم بياناتهم سويةً في أحواض بيانات، لإعطائهم قوة تفاوض مع الشركات الراغبة باستخدام بياناتهم.
أوشن هو بروتوكول لامركزي لتبادل الداتا، بيستخدم تقنية البلوكتشين ليمكن المستخدمين من تحويل الداتا الخاصة فيهم لـ تكونات. هالشي بيسمح للأفراد والمنظمات بمشاركة الداتا بطريقة شفافة وتابعة لسيطرتهم. بيسمح بروتوكول أوشن أيضًا بإنشاء أسواق بتسمح بعرض وتفاوض وبيع الداتا المخزنة على شكل توكنات.
يمكن نسب الكثير من التقدمات اللي حققتها حركة الداتا كـ عمل ونقابات الداتا خلال السنوات الأخيرة للدور اللي لعبته تقنية البلوكتشين، اللي بدأت بتزويد هالحركات بالبنية التحتية التقنية اللي بتحتاجها، مثل أسواق وأحواض البيانات، والسجلات العلنية والشفافة لتتبع البيانات وتخزينها. خلال السنوات المقبلة، ممكن نوصل لمستقبل جديد بخصوص اقتصاد الداتا بفضل الزواج الناجح بين تقنية البلوكتشين وحركة الداتا كـ عمل.
