تعرفوا على شبكات البنية التحتية اللامركزية

خلال الأسبوعين الآخرين، ازدحمت مدونات ومواقع البلوكتشين بمقالات حول مصطلح ترندي جديد، هو شبكات البنية التحتية اللامركزية، أو دي بي آي إن (DePINs) اختصارًا. رغم إنه المصطلح جديد، إلا إنه بيشير إلى تطبيق لتقنية البلوكتشين موجود من عدة سنوات، ويعتبر من أهم تطبيقات البلوكتشين في العالم الحقيقي حتى اليوم. تعالوا نتعرف على هالمفهوم.

المصطلح بيشير للمشاريع اللي بتستخدم تقنية البلوكتشين وأنظمة الحوافز القائمة على العملات المشفرة لخلق شبكات موارد فيزيائية قادرة على تلبية احتياجات المستخدمين في قطاعات مختلفة بكفاءة أعلى وكلفة أقل. شو يعني؟ راح نستكشف هالشي خلال أمثلة.

معظمنا بيستخدم اليوم تقنيات التخزين السحابي، مثل جوجل درايف أو آي كلاود، اللي هي عبارة عن شركات بتشتري كمية كبيرة من معدات تخزين البيانات وبتقوم بتأجيرها للمشتركين مقابل هامش ربح معين. في ذات الوقت، يوجد عدد كبير من البشر حول العالم بيمتلكوا معدات تخزين بيانات شخصية، مثل أقراص التخزين الخارجية (هاردات خارجية)، وعندهم مساحة فائضة عن حاجتهم الحالية.

خلونا نتخيل لو كان في شبكة بتسمح لكل الأشخاص حول العالم ممن لديهم فائض في مساحة التخزين إنهم يأجروا هالفائض لأشخاص آخرين عندهم نقص في مساحة التخزين. هالشي راح يوفر قدر كبير من الكلفة، عشان مش راح نحتاج شركات وسيطة بتشتري معدات تخزين خاصة للتأجير، وبتبني مراكز بيانات ذات كلفة صيانة وتشغيل عالية. في هالحالة، الأشخاص اللي عندهم فائض مساحة راح يكسبوا منها عبر تأجيرها، والأشخاص اللي عندهم نقص في المساحة راح يدفعوا مبالغ أقل للحصول على المساحة اللي هم بحاجتها.

مشروع ستورج بيعمل على هالأساس. هو عبارة عن بروتوكول أو شبكة بتسمح للمستخدمين حول العالم بالاتصال فيها والقيام بواحد من أمرين: تأجير المساحة الفائضة عندهم، أو استخدام المساحة الفائضة عند مستخدمين آخرين لتخزين بياناتهم. بتقوم الشبكة بتحفيز المستخدمين على تقديم مساحاتهم الفائضة عبر مكافأتهم بعملة مشفرة خاصة بالبروتوكول، اسمها أيضًا ستورج. لما يرفع أحدهم ملف ما على ستورج، بيتم تفتيته إلى ٨٠ قطعة وتوزيع كل قطعة على جهاز مختلف حول العالم. المستخدمين بيحتاجوا لـ ٢٩ قطعة فقط من أصل الـ ٨٠ لاسترداد بياناتهم الأصلية. بهالطريقة، لا يمكن اختراق البيانات دون اختراق ٢٩ جهاز مختلف حول العالم. بنفس الوقت، من الصعب خسارة البيانات بسبب التلف أو انقطاع بعض الأجهزة عن الشبكة، عشان من الكافي الوصول لـ ٢٩ قطعة فقط لاسترداد البيانات كاملةً.

مشاريع مثل ستورج تعتبر شبكات موارد رقمية، أو دي آر إن اختصارًا. في المقابل، توجد شبكات موارد فيزيائية، أو بي آر إن، بتعمل بطريقة مشابهة، لكن بتركز على إتاحة ومشاركة الموارد الفيزيائية بدل الرقمية. مشروع هيليوم مثلًا قائم على بناء شبكة من أصحاب اشتراكات إنترنت الجيل الخامس (٥ جي)، الراغبين بمشاركة اتصالهم بالإنترنت مع مستخدمين آخرين عبر تقنية الهوت سبوت. مشروع هايف مابر في المقابل بيشجع سائقي السيارات حول العالم على استخدام كميرات مسح طرقات لإنشاء خريطة لامركزية للأرض. تمكن المشروع بفضل نظام الحوافز الخاص فيه من مسح ١٠٪ من الطرقات على الأرض خلال سنة واحدة.

تعتبر هالمشاريع أمثلة على شبكات البنية التحتية اللامركزية (دي بي آي إن)، حيث بتقوم على استخدام تقنية البلوكتشين لتجميع كمية كبيرة من الموارد المبعثرة وغير المستخدمة حول العالم، وبتستخدم أيضًا العملات المشفرة لتشجيع المستخدمين على المساهمة بمواردهم مقابل حصولهم على مكافآت. بهالطريقة، منتمكن من تخفيض الكلفة المالية والأثر البيئي للكثير من الخدمات اللي منحتاجها، عبر استخدام الفائض الموجود بدل من خلق موارد جديدة.

المزيد من مقالات تكسير

Add Your Heading Text Here