كيف تصبح مستثمرًا عقاريًا بـ ٥٠ دولار؟ | ترميز العقارات في العالم والمنطقة العربية

تعتبر العقارات اليوم من أكثر الخيارات الاستثمارية أمانًا وجاذبيةً. هالشي بيرجع بشكل رئيسي لكون تعداد السكان العالمي عم يزداد، بينما رقعة الأراضي الصالحة للحياة على الأرض بتبقى ثابتة. لهالسبب، الطلب على العقارات عادةً بيشهد ازدياد مستمر.

من ناحية أخرى، بإمكان العقارات تحقيق نوعين من الربح لأصحابها. الربح الأول ناتج عن ازدياد قيمة العقار مع الوقت، والربح الثاني ناتج عن تأجير العقار أو السكن فيه وتوفير كلفة الآجار.

المشكلة إنه بينما معظم الناس بترغب بالاستثمار في العقارات بغرض السكن أو الربح، قليلة الناس اللي عندها رأس المال اللازم لدخول هالعالم، حيث تعتبر أسعار العقارات مرتفعة، خاصةً العقارات الموجودة في مناطق مرغوبة وذات حظوظ عالية من حيث قابليتها للتأجير أو ازدياد سعرها مع الوقت، وهالشي بيشكل عتبة دخول عالية بتقصي عدد كبير من الناس.

ترميز العقارات

ترميز العقارات هو واحد من أشكال ترميز أصول العالم الحقيقي. شو يعني هالكلام؟

الترميز ببساطة يعني خلق رمز مشفر، أو توكن، مهمته تمثيل شيء موجود في العالم الحقيقي. مثلًا، لو أنتجت فنانة ما لوحة وقامت بترميزها، ممكن تنتج إنفتي وتقول إنه أي شخص بيشتري الإنفتي بيحصل على اللوحة الحقيقية. ترميز اللوحة بيسمح بعدة مزايا، مثل تفتيت الملكية، حيث بإمكان الفنانة خلق ١٠٠ انفتي بتمثل ملكية اللوحة، كل انفتي بتمثل ١٪ من اللوحة، وهالشي بيسمح لعدد كبير من الناس امتلاك اللوحة بشكل جماعي مقابل دفع ١٪ من سعرها.

بطريقة مشابهة، بإمكاننا نتخيل ترميز العقارات عبر تحويل العقار الواحد لـ ٢٠٠٠ رمز مشفر، كل رمز واحد بيمثل ملكية ٠.٠٥٪ من العقار. في حال تم تأجير العقار، بيتم توزيع الآجار على حملة الرموز حسب حصة كل شخص منهم، مثلًا لو كان شخص بيملك ١٠٠ رمز، بيحصل على ٥٪ من قيمة الآجار. وفي ذات الوقت، لو تم بيع البيت بسعر أعلى بعد بضعة سنوات، بيتوزع المبلغ على حاملي الرموز بطريقة مماثلة.

ترميز العقارات بيسمح بأمرين ما كانوا متاحين على نطاق واسع من قبل. الأمر الأول إنه بيسمح لأي شخص يصبح مستثمر عقاري عبر شراء حصة من عقار بدلًا من الحاجة لشراء العقار بالكامل. الأمر الثاني إنه بيسمح بمقدار عالي من التنويع الاستثماري بغرض خفض المخاطر. مثلًا لو شخص عنده ٥٠٠ دولار للاستثمار، ممكن يشتري فيها عشر حصص في عشر عقارات مختلفة، وفي حال بعض العقارات ما تاجرت أو ما ازداد سعرها، بقية العقارات بتعوض هالخسارة.

واقع ترميز العقارات

بعد ما تعرفنا على مفهوم ترميز العقارات، تعالوا نلقي نظرة على واقع هالتقنية اليوم.

شهدنا خلال السنوات الماضية بالفعل ظهور شركات بتقوم بترميز العقارات وإتاحة الاستثمار فيها. من بينها شركة ريلت (RealT) *الأوروبية، واللي بتشتري عقارات وبتأجرها وبتفتت ملكيتها لرموز مشفرة وبتطرحها للبيع، بيبدا سعر الرمز الواحد عادةًَ من ٥٠ دولار أمريكي. وشركة تانجبل (Tangible) الأمريكية، اللي بتشتري عقارات وذهب وساعات ونبيذ فاخرين وبترمزهم وبتفتت ملكيتهم وبتبيعهم على شكل رموز.

في المنطقة العربية، يوجد مشروعين بيعملوا على تقنية ترميز وتفتيت العقارات. شركة عقار تشين الإماراتية (Aqar Chain) من تطوير شركة السلسلة الذكية، وشركة عقار توكن السعودية (Aqar Token) من تطوير مصنع الشركات الناشئة السعودي عسفا. بتسعى الشركتين لشراء عقارات في الإمارات والسعودية وربما لبنان وتأجيرها وترميزها وتفتيت ملكيتها وبيعها على شكل رموز مشفرة، تضمن لحاملي الرموز حصة من آجار العقارات، وحصة من مبلغ بيعها بعد عدد محدد من السنوات.

تحديات قانونية

لكن هالشركتين لم يبدؤوا عملهم بعد، وهالسبب بيرجع بشكل رئيسي للحاجة إلى تطوير قوانين وأطر تنظيمية بتضمن نزاهة وقانونية عملية ترميز العقارات. بينما تعتبر السعودية والإمارات من الدول الرائدة في مجال تبني وتشريع تقنية البلوكتشين، إلى أن ترميز العقارات بمثل تحدي قانوني معقد، وقد يحتاج إلى بضعة سنوات حتى تتطور قوانين ملائمة له في المنطقة.

تحذيرات من شاي، القطة المضاربة

 

• غرض هالمقال هو استعراض مفهوم ترميز العقارات وإمكانياته، ولا يعتبر نصيحة مالية أو دعوة للاستثمار في أي من الشركات المذكورة أو منتجاتها
• للراغبين باستكشاف عالم ترميز العقارات، شاي بتشجعكم على القيام ببحثكم الخاص حول الشركات المعنية، والتأكد من إنها مسجلة وتعمل بشكل قانوني.
• شاي لا تستثمر في مجال العقارات المرمزة أو أي من الشركات المذكورة، ولم تتقاضى أي تونا مقابل هالمنشور.